قال الله تعالى:" لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" .
يعتبر الرسول صلى الله عليه و سلم أفضل و أكرم بشر عرفته الإنسانية منذ عهد آدم و لقد شهد الله له بحسن الأدب و طيب الأخلاق و رقة القلب و رحمة الفؤاد فكان النموذج الأصلح و المثال الأعظم للقائد الفذ و الزوج الصالح و الأب الحنون فمهما عظمت سيرة الأبطال و العظماء فلن يرتقوا إلى رقيه فحقا هو قدوة خالدة جديرة بالإتباع و كما قال الشاعر:
فمثلك لم تر قط عيني و مثلك لم تلد النساء
و لدت مبرءا من كل عيب كأنك و لدت كما تشاء
كان رسول الله مثالا للرجل المتواضع في بيته و مع أهله حيث كان يخدم نفسه و عياله فلقد روت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها أنه كان يحلب الشاة و يخيط الثوب و يغسل ثوبه و يعمل ما يعمله الرجال في بيوتهم.
لقد كان نعم الزوج الصالح في المعاملة فقد كان يداعبهن و يمزح معهن و يلاطفهن و يعف عن هفواتهن كما كان يتسابق مع السيدة عائشة و كان يخفف عن زوجاته ضغط الحياة و كان دائما يقول : خيركم خيركم لعياله و أنا خيركم لعياله.
كما كان صلى الله عليه و سلم ينفق عليهن بالمعروف.
كان صلى الله عليه و سلم يلبي حاجيات أبنائه المادية و المعنوية و يعطف عليهم و يقبلهم و يحملهم و يداعبهم فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يحمل حفيدته أمامه بنت زينب كما كان الحسن و الحسين يركبان على ظهره بينما هو ساجد فكان يطيل السجود حتى لا يسقطا.
بالإضافة إلى هذا الحب كله فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يتهاون في أداء الواجبات الدينية مع أهله فقد كان يوقظ أهله لقيام الليل و لصلاة الصبح كما كان متفهما في حمل المسؤولية بتعاون الزوجين على تربية الأولاد و كان لا يستبد برأيه بل يشاورهم في كثير من مسائل الحياة.