من الأمور المستحدثة في النظام الجديد ما يسمى بالتعلم التعاوني وهو أسلوب في التعليم يهدف إلى جعل التلميذ فعالا في الدرس، منتجا للأفكار، معالجا لإشكاليات معينة، ويتم ذلك بالتعاون مع زملائه الآخرين، فينشط الضعيف، ويفيق الكسول، ويتعقل المشاغب، ويشعر الشارد بوجوده في القسم.....إلى غير ذلك من المزايا، و لا أعتقد أن أول من فكر في هذا الأسلوب من التعليم قد تبلورت لديه تلك الفكرة واستحكمت في واقع تعليمي مزري أمرضه تكدس التلاميذ في القسم الواحد ، و أمرض معه معلميهم وأساتذتهم، فكان هذا الأسلوب من التعليم كمن يريد أن يولج الجمل في سم الخياط، أو يجر ثقلا بخيط العنكبوب، ولا أحسب أن المعنيين بأمر التربية يجهلون ذلك، فالأمر عندهم بمثابة الطلق يكون عسيرا في بداية الأمر ثم يأتي اليسر والفرج، ولكن إلى متى يتحقق ذلك.
إن تجربتي الأولى في التعلم التعاوني لم تكن بالدرجة التي ترضيني، فتقسيم أربعين تلميذا إلى أفواج ليس بالأمر التربوي، فكثيرا ما تتحول الحصة إلى تعاون على الفوضى والحديث الثنائي، وكثيرا أيضا ما يضيع وقت الحصة في البحث عن حل مشكلة يطرحها الأستاذ فضلا عن الوقت الذي يضيع عند دخول التلاميذ ابتداء من باب الثانوية وانتهاء بالجلوس وفتح الكراس وتسجيل الغيابات.....
إلى لقاء آخر إن شاء الله