نعم الموقع أرسلك إلى المنتدى.. لو بحثت في المنتدى قسم السنة الثالثة الصفحة رقم 2 في خانة من هدي السنة النبوية.
لا بأس فهاك الشروح مختصرة للأحاديث التي طلبت أخي السعيد ( نرجو منك الدعاء )..
حديث المساواة أمام أحكام الشريعة:يضرب رسول الله عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة في تطبيق مبدأ العدالة والمساواة لاسيما في الحدود دون تفريق وتمييز بين قوي وضعيف وشريف ووضيع فالكلّ في نظر الإسلام سواء لا يراعى الغني لغناه ولا يحابى الشريف لمنزلته، فالناس في ميزان الدِين سواسية. وهكذا يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم على قواعد الجاهلية فيدكّها من أساسها ويقتلها من جذورها. فهاهي امرأة من أشراف قريش تسرق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخشى عليها قومها أن يبلغ أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقيم عليه الحدّ، فبحثوا لهم عن شفيع فلم يجدوا إلا أسامة بن زيد، فيأتي أسامة ليكلم الرسول وهو واثق من قبول شفاعته، فما يكون من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يغضب ويظهر ذلك على وجهه فيقول لأسامة: ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ) يقول ذلك منكرا عليه ثم يقف خطيبا في الناس ليبيّن لهم أن هلاك الأمم السابقة أنّما كان بسبب عدم تطبيق حدود الله.
لقد جاء الإسلام فحطم هذه النظم وأقام الناس جميعا على قانون واحد ونظام عادل، قال تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) سورة الحجرات الآية 13.
وهكذا يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الشفاعة ويقول كلمته: ( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ).
حديث العمل والانتاج:نوضح من خلال المعنى العام للحديث الشريف ما يلي:
مفهوم العمل: هو ممارسة أيّ نشاط، والعمل في أيّ مجال، عن طريق الزراعة أو التجارة أو الصناعة، وأيّ حرفة من الحرف اليدوية وغيرها، ما دام ذلك كله في دائرة ما أحلّ الله تعالى.
دعوة الإسلام إلى العمل: أسلوب الإسلام في الدعوة إلى العمل أسلوب متميّز، لا يكاد يضاهيه أو يقاربه أيّ أسلوب آخر. قال الله تعالى:
ـ ( وَهُوَ الْذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُم أَحْسَنُ عَمَلاً ) هود الآية 7.
ـ ( وَلَكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُواْ وَلِنُوَفِّيَهُم أَعْمَالَهُم وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) الأحقاف الآية 19.
ـ ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى ) النجم الآية 39/40/41.
ـ ( وَقُلْ اِعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ ) التوبة الآية 105.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ ( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإنّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري.
مفهوم البطالة: هي القعود عن العمل، وعدم الاشتغال.
البطالة ظاهرة وُجدت في أغلب المجتمعات الإنسانية في السابق والحاضر، ولا يكاد مجتمع من المجتمعات الإنسانية على مرّ العصور يخلو من هذه الظاهرة أو المشكلة بشكل أو آخر.
محاربة الإسلام للبطالة: حرّم الإسلام البطالة، ومقت القاعدين عن العمل من غير سبب، فقد ورد في الأثر أنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة المكفيّ الفارغ ( وهو من يكفيه الناس ضرورات الحياة )، وقد ورد في الأثر ( إنّ الله يحبّ العبد المحترف ويكره العبد البطال )، وكانت هذه الحرمة لأنّ التبطّل سبيل إلى الفقر الذي كاد أن يكون كفراً. ولأنّ العمل حركة ونشاط والبطالة سُكون وموت.
النهي عن التسوّل: نهى الإسلام عن التسول وقبّحة لأنه ذلّ ومهانة، فالإسلام يدعو إلى الاستغناء عن الناس مهما كان حال الإنسان من الفقر والعوز، كما لا يحل لصاحب القوة الجسمية أن يسأل ما في يد الناس، بل يجب عليه أن يبذل جهده ويحفظ ماء وجهه، قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تحل صدقة لغني ولا لذي مرّة سوي ).
5 ـ ما يستفاد من الحديث:
ـ رواية أخرى للحديث: ( لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحُزمة حطب فيبيعها فيكفّ الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطَوْه أو منعوه ) متفق عليه.
ـ العمل الذي يريده الإسلام، ويدعو إليه هو كلّ عمل صالح تزكو به النفس، وتقوّم به الأخلاق، وتقوى به العلاقات الإنسانية، وتنتظم به الحياة، وتصان به ضرورات الإنسان. وهو كلّ عمل ينمّي الإنتاج، ويزيد الثروة، فتكون للأمّة السيادة، ويكون لها المجد.
ـ لقد حارب الإسلام البطالة بوسائل شتّى منها:
* توفير مناصب الشغل، وجعلها من حقوق الإنسان.
* الترغيب في العمل والترهيب من البطالة.
* الترغيب في الشركة والمضاربة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما ) رواه أبو داود
* مشروعية القرض الحسن الذي يساعد على العمل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يُقرض مسلماً قرضاً مرّتين إلا كان له كصدقة مرّة ) رواه ابن ماجه.
* حث الإسلام على إعانة الفقير، وجعل المُعين خيراً من المعان من جهة نيل الأجر والثواب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) متفق عليه.
* تشريع الحج وجعله من العبادات الساميّة، وذلك لا يتحقّق إلا بالمال والعمل، فكان الحج دافعاً للعمل والكسب.
حديث مشروعية الوقف:لكل حسنة أجرها وثوابها، وعلى قدر الإخلاص فيها والنفع بها يكون مقدار الأجر، وإذا كانت الحسنة واحدة، وكان لها جهات متعدّدة تَعدّد الأجر، كما يتعدّد بتعدّد الحسنات، وفي هذا الحديث الشريف يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعمال يؤتى صاحبهم أجرهم حيّا وميّتا ولا ينقطع بوفاته لأن النفع بها دائم ومتواصل.
أولها صدقة جارية، وفسّر العلماء الصدقة الجارية بالوقف وهو حبس المال وصرف منافعه في سبيل الله تعالى، وقد شرع الإسلام الوقف وجعله قربة يتقرّب بها العبد إلى ربّه لما فيها من الحسنات والبر بالفقراء والمحتاجين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما نشره أو ولد تركه أو مصحفا ورّثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ) رواه ابن ماجه.
ثانيها علم ينتفع به، وبذلك يدعو الإسلام إلى العلم والبحث والتفكير لاستخراج كنوز الكون والحياة حتى ينتفع بذلك الناس فتصلح حياتهم، وتكون لهم القوة والحياة السعيدة والرغدة.
ثالثها ولد صالح يدعو له، وصلاح الولد دليل بذل الجهد الكبير من طرف الوالدين للوصول إلى هذه الغاية، وثمرة هذا الجهد التربية الصالحة فللوالدين الأجر الوافر الذي لا ينقطع ما دام الولد صالحا يدعو لهما بالخير.
توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم:شرع الإسلام الهدية ورغب فيها وحث عليها فقال صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا ) رواه البخاري. وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية لما فيها من مصالح حيث تألف القلوب، وتوثّق العلاقة بين الأفراد، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبولها ولو كانت شيئا بسيطا فقال: ( لو دعيت إلى ذراع لأجبت ولو أهدي إلى ذراع أو كراع لقبلت ) رواه البخاري.
وتجوز المكافأة على الهدية بل يستحب، فقد روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها، رواه البخاري.
والهدية تكون بين جميع الناس كبارا وصغارا، أغنياء وفقراء، وتكون أفضل إذا كانت من الوالدين إلى أولادهما وهنا يجب مراعاة العدل بين الأولاد.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تخصيص الأب بعض أبنائه بشيء من العطايا دون الآخرين، وأمرهم بالتسوية بينهم، وإن فعل ذلك فالعلماء بين محرّم ومكرّه، ولم يقل أحد منهم بإباحة ذلك، وحكمة هذا الحكم واضح فإن من أهم ما ينبغي أن يعتمد الوالد في تربية أولاده التساوي بينهم في كل ما يمنحه لهم من ذاته أو ماله فإن أهمل العدل في ذلك يعقّد من نفوس أبنائه، ويشيع بينهم مشاعر الحقد والسخط.
وإذا كان الإسلام حريصا على أن تشيع في المجتمع والأسرة مشاعر الود والتعاون والتضامن، فإنه يحذر مما قد يعصف فيهما بكل مشاعر التفاهم والوداد. ثم إن المجتمع ليس إلا مرآة كبيرة تنعكس على صفحتها كل ما قد تتلبس به الأسرة من الأحوال.
ولله الحمد والمنة