لعل أكبر نعمة وهبها الله للإنسان هي العقل وقد خاطب الله عباده العقلاء مرات ومرات في كتابه العزيز فنجد عبارة يأولي الألباب و لعلكم تعقلون و يأولي الأبصار كلها دلائل على أن للعقل نصيبا في بلوغ االحق و إدراك الغايات...وهذا أيضا دليل على تفضيل بعض العقول على بعض...فهناك عقول سليمة وهناك عقول سقيمة...و أرجح الناس عقولا في كل زمان ومكان هم أفضل الخلق وهم الأنبياء طبعا...لذلك نجد إيمانهم أفضل من سائر الخلق...غير أن للعقل حدا لا يستطيع تجاوزه ...كرؤية الله تعالى مثلا إذ لم يبلغ موسى عليه السلام وهو كليم الله هذا القدر الكبير من التحمل العقلي إن صح االتعبير,فيعرض الله عليه جزءا قليلا من التجلي و يبرهن على عدم توفر القدرة للعقل البشري على التحمل بعدم تحمل الجبل الذي هو أشد من الإنسان ويصعق موسى عليه السلام.
و يعرض على إبراهيم أيضا كيفية إحياء الموتى فيصرف بذلك عقل اللإنسان إلى ما يستطيع تحمله وهو إإحياء الموتى ...و الواجب على الإنسان النظر في آيات الله الكونية والشرعية للوقوف على عظمة الله وقدرته و قوته وسائر صفاته العلى كي لا يحمل نفسه عناء البحث عن أشياء قد لا يستطيع إدراكها بعقله فتميل به عن الحق و لا يصل إلى مبتغاه بذلك...
كما نستنتج أنه لو تجلى الله سبحانه للخلق لآمنوا كلهم غير أن جعله ذلك من الإيمان بالغيبيات يحتم علينا التفكير بعقولنا من خلال مانراه في الكون من الدلائل على وجوده وعظمته مستندين في ذلك على ما جاءنا في الكتاب و السنة النبوية...فنضبط بهما معالم الطريق في الوصول إلى الله.
...أخيرا أرجو من الأساتذة تقييم هذا النص...أو إرسال ملاحظاتهم إن أمكن على الإيميل التالي:
k_messaadi@hotmail.com ---أبو أمامة---