وضعية تعلمية
الملف :القيم الإيمانية والتعبدية
عنوان الوحدة : الإسلام والرسالات السموية
المستوى التعليمي للمتعالمين :الثالثة ثانوي
الكفاءة المستهدفة : معرفة مميزات الرسالات السماوية وبيان أفضلية الإسلام.
مفردات الوحدة : - مفهوم الرسالات السماوية- وحدتها في المصدر والغاية- علاقة الإسلام بالديانات السماوية: أ- مفهوم الإسلام .ب- علاقته ب دس- مفهوم اليهودية – أهم معتقداتها التي انحرفت بها- مفهوم النصرانية أهم معتقداتها التي انحرفت بها.
زمن إنجاز الوحدة :2 ساعة
وضعية الانطلاق
وضعية بناء التعلمات
1/ مفهوم الرسالات السماوية: هي كل ما أوحي به الله تعالى إلى رسله عليهم الصلاة و السلام من توجيهات عقائدية و أوامر و نواهي شرعية ليبلغوها إلى أقوامهم.
2/ وحدة الرسالات السماوية : تتضح لنا هذه الوحدة في أمرين رئيسيين هما :
1- وحدة المصدر : فالرسالات السماوية من مصدر واحد تلقاها الرسل الكرام – صلوات الله عليهم و سلامه- من عند الله تعالى و كان دورهم فيها لا يتجاوز التبليغ قال تعالى :
>>شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ....<< سورة الشورى الآية 13.
و قال تعالى أيضا : >>و مَا على الرٌسولٍ إلاُ البلاغُ <<.
2- وحدة الغاية :فغاية هذه الرسالات النهائية هي واحدة تتمثل في هداية الناس إلى الله تعالى و تعريفهم به و تعبدهم له وحده و قد أكد هذا المعنى على لسان الرسل جميعهم بتكرار عبارة قال تعالى >> اعبدوا الله ما لكم من إله غيره<< قال تعالى أيضا : >> و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون<<
و يمكن تفصيل هذه الغاية كالتالي :- توحيد الله تعالى في الخلق و الذات و الأسماء والصفات.
- عبادته وحده لا شريك يعبد معه أو من دونه.
- صيانة الكليات الخمس و الحفاظ عليها من أي إخلال بها.
- الدعوة إلى مكارم الأخلاق
و كانت الحكمة الإلهية أن تكون تلك الرسالات محدودة بزمان ومكان وتشريعاتها تتناسب مع ذلك و الإسلام شريعة خاتمة احتوت على ما يناسب كل زمان و مكان.
3/ علاقة الإسلام بالرسالات السماوية السابقة :
أ- تعريف الإسلام : لغة الخضوع و الانقياد و الاستسلام
وبالتالي فمعناه العام:الانقياد التام للخالق بالتوحيد و الإذعان له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله ، و تسليم كامل من الإنسان لله في جميع شؤون الحياة. و هذا ما ورد على لسان الأنبياء السابقين .قال تعالى على لسان نوح: >> و أمرت أن أكون من المسلمين<< يونس 72 و قال أيضا >> و من أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله و هو محسن و اتبع ملة إبراهيم حنيفا و اتخذ الله إبراهيم خليلا << النساء 125.
أما معناه الأخص : فيطلق على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من عند الله تعالى للناس كافة.
ب-علاقة الإسلام بغيره من الرسالات السماوية السابقة : يمكن إبراز هذه العلاقة في النقاط التالية : 1-الإسلام جاء ليكمل رسالة الله التي أرسل بها الأنبياء السابقين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : >> إن مثلي و مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنا بيتا فأحسنه و أجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به يعجبون له و يقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال : أنا اللبنة و أنا خاتم الأنبياء <<أخرجه البخاري.
فالرسالات السماوية بناء متكامل يظهر فيه تصديق الرسل بعضهم لبعض قال تعالى على لسان سيدنا عيسى عليه السلام >> و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد << الصف 06.
2- الاختلاف بين الأديان السماوية في الشريعة فقط و شريعة الإسلام ناسخة لما قبلها من الشرائع و مهيمنة عليها .قال تعالى : >> و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع أهواءهم << المائدة 48.
3- تصحيح ما وقع فيها من تحريف : فالقران يؤكد هذا التحريف و يقوم بإعادة الديانة النقية التي أنزلت على سيدنا إبراهيم عليه السلام و حرفها اليهود و النصارى في أكثر من آية قال تعالى :<< فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ >>البقرة الآية 79.
فهذا التحريف يعني أن أجزاء من التوراة و الإنجيل فاسدة و من وضع البشر إضافة إلى الفهم الخاطئ للنص قال تعالى:<< >> البقرة75 و هذا التحريف يقره غير المسلمين أيضا.
اليهودية : أ-تعريفها : هي الملة التي يدين بها اليهود و هم أمة موسى عليه السلام وأصل اليهودية أنها دين سماوي أحتوته التوراة و لكن أهلها حرفوها و بدلوها فلم تعد اليهودية كذلك . و قد نص القران على أن هذا التحريف منه قوله تعالى :>> من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه<<.
ب-أهم عقائدهم : اليهود هم من أهل الكتاب فهم موحدون في الأصل إلا أنهم انحرفوا عن حقيقة هذا التوحيد بأمور منها :
1- وصفهم لله بصفات لا تليق به وجعلوه متعددا في ذاته ومن ذلك قولهم -عزير ابن الله- و قالوا إن الله فقير و هم أغنياء. ويداه مغلولتان :<<وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ<< المائدة 64.وهو ليس معصوما بل متعصبا،مدمر لشعبه، يسرق، يتعب،يقع في النوم. وقد جعلوه إلها لهم فقط فسموه (يهوه) و هم أبناءه وأحباءه،وهو عدو لغير بني إسرائيل. وثوابه وعقابه يكون في الدنيا إما بالنصر والتأييد أو بالذل والاستعباد.
2- اتجاههم إلى النفعية والتجسيم: وبدأ هذا الانحراف وموسى عليه السلام بين ظهرانيهم فقد قالوا:<<وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ>>البقرة 55
كذلك عبادتهم للكبش والعجل والحمل وقدسو الحية لدهائها.<<وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ >>الأعراف148
3- تبديلهم للأحكام الشريعة المنزلة في التوراة و قدسوا أراء أحبارهم الذين أحلوا لهم ماحرم الله وحرموا ما أحله .وسموا هذه الآراء<< التلموذ>> وهي عندهم مقدسة أكثر من التوراة قال تعالى :<< اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ>> التوبة (31)
4- إنكارهم لنبوته صلى الله عليه وسلم رغم علمهم بذلك: قال تعالى:<< الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ>> البقرة الآية 146.
المسيحية:1- تعريفها : "هي الملة التي يدين بها قوم سيدنا عيسى عليه السلام من بني إسرائيل وهي مكملة لرسالة موسى عليه السلام كتابها الإنجيل فهي ديانة سماوية في أصلها لكن سرعان ما حرفت وأصبحت باطلة ومنسوخة بالإسلام.
2- أهم عقائدها : كانت في أصلها عقيدة توحيد ثم حرفت وأنقسم أهلها إلى طوائف عدة . ويظهر هذا التحريف في :
1- عقيدة التثليث : ( الله، الابن ، روح القدس) فجعلوا الله ثلاث ذوات (أقانيم) وبالتالي أنحرفوا عن مفهوم توحيد ذات الله وصفاته وأسماءه وعبادته.
2- عقيدة الفداء والخطيئة: فقد جاء ابن الله (في زعمهم) ليخلص العالم من خطيئة آدم لأكله من الشجرة ونزوله من الجنة فكان الصلب لأجل ذلك وتكفيرا لخطايا الناس أجمعين . وهذا أدى لشيوع الفواحش في مجتمعهم.
3- عقيدة محاسبة الناس : يقولون أن الله ( يسوع ) سيتولى مع أبيه محاسبة الناس يوم الحشر فهو أولى بمحاسبة الناس لأنه في صورة بشر.وبالتالي ينعدم الأمل في العدل .فهم أتباعه ويدخلون الجنة بلا حساب.
4- عقيدة غفران الذنوب : وتعني أنه يكفي أن يعترف العبد بذنبه أمام القس حتى تسقط العقوبة عنه في الدنيا والآخرة، فهو وسيط بينه وبين الله، فله الحق في إعطاء صكوك الغفران. فكثرت الجرائم والانحرافات وتفشي الأسرار في مجتمعهم .